top of page

(( رجال النوبة : من هم ؟ وما وظيفتهم ؟ ))

  • صورة الكاتب: kont lebanon
    kont lebanon
  • 11 مارس 2021
  • 4 دقائق قراءة

وصل في فصل ( نظام الدولة ) جزء - ٣ -


تحدثنا في الجزء الأول من هذه الوصلة عن بعض مراتب الدولة المحمدية الروحية وأعداد رجال كل مرتبة من المراتب كما وصفهم العارف بالله الشيخ محيي الدين ابن عربي الأندلسي رضي الله عنه في كتابه ( الفتوحات المكية ). فالقطب الغوث هو رئيس الرجال وصاحب الزمان ومن بعده الإمامان ثم الأربعة الأوتاد ثم السبعة الأبدال ثم النقباء وعددهم اثنا عشر ثم النجباء وعددهم ثمانية ثم الحواريون وهم واحد في كل زمان ثم الرجبيون وهم أربعون نفساً.


وقبل أن نكمل التحدث عن مقامات الرجال أحببت أن أوضح نقطة اشكل فهمها عند بعض القراء او التبس عليهم الأمر وهو : السبعة الأبدال الذين يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة. فالمشهور عند الكثير اليوم أن الأبدال في الشام وهم أربعون رجلاً وليسوا سبعة. والشيخ ابن عربي رضي الله عنه يذكر ذلك عنهم في فتوحاته أيضا. فإطلاق لفظ البدل يصلح على جميع مقامات الرجال كما أوضح الشيخ ابن عربي فإذا مات أحدهم أبدله الله تعالى بواحد من رجال المقام الأدنى وهكذا. والعبرة ليست بالمسمى ولكن بالوظيفة. فمثلا وجدت في كتاب ( قلادة الجواهر ) للسيد محمد ابو الهدى الصيادي الرفاعي قدس سره صيغة للصلاة على رسول الله عليه صلاوات الله وسلامه أنقلها هنا بحروفها:

" اللهم صل على سيدنا محمد سيد السادات امام القادات ورئيس الكل في الحضرات وعلى آله وأصحابه أصحاب الكمالات وعلى المشايخ العارفين أرباب الحالات. والسلام على الفرد الأمجد القطب الغوث الأوحد ، النائب عن حضرة رسول الله في ملك الله ، والآمر بأمر الله في سموات الله وأرض الله ورضي الله تعالى عن الإمامين ، و (( السبعة الأقطاب )) ، وعن الأبدال والأنجاب والأطراز الأحباب .. والأوتاد والأفراد .. والرجال أهل الإرشاد ، والقائمين بمصالح العباد وعلى صلحاء المسلمين رحمة الله وبركاته أنه البر المعين " انتهى


فقد اطلق السيد ابو الهدى الصيادي رحمه الله لفظ الأقطاب على الرجال السبعة الذين يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة ولم يطلق عليهم لفظ الأبدال. وهذا صحيح وتفسير ذلك هو ما جاء في كلام الشيخ محيي الدين ابن عربي رحمه الله في فتوحاته حيث قال :

" الأقطاب المحمديين كل من دار عليه أمر جماعة من الناس في إقليم أو جهة كالأبدال في الأقاليم السبعة لكل إقليم بدل هو (( قطب )) ذلك الإقليم وكالأوتاد الأربعة لهم أربع جهات يحفظها الله بهم من شرق وغرب وجنوب وشمال لكل جهة وتد وكأقطاب القرى فلا بد في كل قرية من ولي لله تعالى به يحفظ الله تلك القرية سواء كانت تلك القرية كافرة أو مؤمنة فذلك الولي قطبها وكذلك أصحاب المقامات فلا بد للزهاد من قطب يكون المدار عليه في الزهد في أهل زمانه وكذلك في التوكل والمحبة والمعرفة وسائر المقامات والأحوال لا بد في كل صنف من أربابها من قطب يدور عليه ذلك المقام " انتهى


وبعد أن أوضحنا تلك الجزئية نكمل ما نصبو إليه من ذكر مقامات رجال الدولة المحمدية. يقول الشيخ ابن عربي في فتوحاته عن رجال الدولة المحمدية الروحية ما نصه:

" منهم رضي الله عنهم ثلاثمائة نفس على قلب آدم عليه السلام في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون ومنهم رضي الله عنهم أربعون شخصا على قلب نوح عليه السلام في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون هكذا ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الطبقة أن في أمته أربعين على قلب نوح عليه السلام وهو أول الرسل والرجال الذين هم على قلبه صفتهم القبض ودعاؤهم دعاء نوح (( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا ))، ومقام هؤلاء الرجال مقام الغيرة الدينية وهو مقام صعب المرتقى ومنهم رضي الله عنهم سبعة على قلب الخليل إبراهيم عليه السلام لا يزيدون ولا ينقصون في كل زمان ورد به الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاؤهم دعاء الخليل (( رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين )) ومقامهم السلامة من جميع الريب والشكوك وقد نزع الله الغل من صدورهم في هذه الدنيا وسلم الناس من سوء ظنهم إذ ليس لهم سوء ظن بل ما لهم ظن فإنهم أهل علم صحيح ... " أنتهى


أقول : فلكل رجل من رجال هذه المقامات حال من الأحوال ، والحال كما عرفه الإمام احمد الكبير الرفاعي قدس سره : " ما يحل في القلب من أنوار الغيب فيصفو بها في الوقت " ، وهو كما عرفة الإمام الجنيد رضي الله عنه : " الحال ما يحل بالأسرار من صفاء الأذكار " ، ولكي نقرب للقارئ عن معنى الحال ، نذكر قصة ذكرها الإمام محمد مهدي الصيادي الرفاعي الشهير بالرواس قدس سره في كتابه بوارق الحقائق في أثناء زيارته لمدينة حلب فقال :

" فخرجت من باب الجامع الشمالي، فاستقبلني منه رجل غائب في طراز حاضر، بل حاضر في طراز غائب. وقفت استطلع (( مقامه )) و (( حاله )) ونسبه ومن هو، فقيل: هو السيد عبد القادر ابن الكيال، فشارفت منزلته ومقامه فرأيته إذ ذاك في مقام "الولاية الثابتة" ومنزلته في "الصف الخامس" من "رجال الباب" ومقامه الوله، وسبب انجذابه في مطارقات أحواله عند جمع حاله الليالي عليه من وارد خوف رباني طرقه من حكم قوله تعالى: ((يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد))، وانسلك له حال من قول "لا إله إلا الله"، وانفتح له من قبة زاويتهم روزنة الى السماء اسْتَشْرقَ منها راشقة طور، فيه نغمة قامت له يشاهد ((وتوكل على الحيّ الذي لا يموت)) فرَفَّ عليه من ذلك الشاهد علم الطراز المدهش، فغاب فأُلبِس "خلعة الولاية" في حضرته عن يد "الشيخ حسن الخابوري" رجل من ”أقطاب الكمال المكتومين"، عربي، بنواحي دير الخابور، أحمدي النسب والخرقة .. وهناك فلما رآني .. وقف لي وشَخَّصَ شخوص متذكر لما شارف غيبته من شمّة الأحضار فقال: والله العظيم "شيخنا" .. والله يا جماعة "نعم". فما فهم قومه مقصوده وضحك لي سروراً .. " أنتهى


يتبع ..

المرفق : صيغة للصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفيده السيد محمد مهدي الرواس قدس سره ذكرها في كتابه ( بوارق الحقائق ) يذكر فيها مقامات رجال الدولة المحمدية الروحية رضي الله عنهم.

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
الحلقة الرابعة

وقفة تأمل: يقول السيد الرواس قدس سره في كتابه "الحكم المهدوية الملتقطة من درر الإمدادات النبوية": ….. و أول ما يجرِّيء الأمة على إهمال...

 
 
 

Comments


الاشتراك للحصول على التحديثات

 :تواصل على
موقع 
  • YouTube - Black Circle
  • Facebook - Black Circle
  • Twitter - Black Circle
bottom of page