top of page

الحلقة الرابعة

  • صورة الكاتب: kont lebanon
    kont lebanon
  • 11 مارس 2021
  • 3 دقائق قراءة

وقفة تأمل:


يقول السيد الرواس قدس سره في كتابه "الحكم المهدوية الملتقطة من درر الإمدادات النبوية":


….. و أول ما يجرِّيء الأمة على إهمال رجال الحق مخالطة أهل الباطل و الإنحراف عن طريق السنة و استثقال النصيحة و حد أرباب الكمال و الميل مع كل ناعق و انقداح الشبهة بالأسباب اللينة و متى ابتليت الأمة بمثل هذه الأوصاف خبطهم الزلل و طمهم الفشل و نشر عليهم رداء الخزي و المذلة، و انتبذت حقوقهم، و صاروا مائدة كل آكل و هذا يكون في كل زمان، فان الخير مقابل بالشر، و لا بد من وجود النوعين، و لهذا تكرم الله على الأمة المحمدية بالمجددين لدين المذكرين بآيات الله الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، و ينهضون بالهمم الى الله تعالى و إلى متابعة النبي صلى الله عليه و سلم،

قإن استنارت القلوب بهديهم و التفَّت الأرواح عليهم و رجعت الهمم إليهم، تجدد دين الأمة، و لمعن أنوار النبوة المحمدية، و النبوة المصطفوية، و انكشف الذل و الخزي، و تبدل العسر يسرا…..

كيف نتعرف على رجال الحق أهل الله إذا؟


يقول السيد الرواس قدس سره في كتابه "الحكم المهدوية الملتقطة من درر الإمدادات النبوية":


علامة العلم بالله خلق حسن، و عزم في الله شديد، و دراية في فهم أسرار الأحوال الشريفة المحمدية

العالم بالله عليه كسوة نور من نور الله يجهل طرازها الجاهلون، و ينكره المخذولون ويعرفه الموفقون.

من علامات التوفيق: محبة أهل العلم بالله لأجل الله

ما من عالم ألهي أتاه الله الحكمة و أفاض عليه نور العرفان ألا و بغى عليه المحكورون و راموا إطفاء نور الله ((و يأبى الله إلا أن يتم نوره)) و كذلك جرت عادة الله و الحمد لله رب العالمين.

كتب في دفتر الغيب أن الأخيار تبتلى بالأشرار> و أن الأشراف تبتلى بالأطراف، و أن الله لمع المتقين


*من كلام الإمام أبو الحسن الشاذلي:

لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يُبتلى بأربع :شماتة الأعداء.. وملامة الأصدقاء.. وطعن الجهال.. وحسد العلماء..فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به .

أين تكمن المشكلة في معرفة الولي الوارث المحمدي؟ و لماذا يقع الكثير من الأخوان و الأحباب سلَّاك الطرق الموريدين لله تعالى في شراك النفس الأمارة بالسوء و وسوسة الشيطان في إتهام الولي باالنقص و عدم كمال ولايته؟ فهذه لفتة مباركة نقرأ من خلالها كلام السيد الرواس قدس سره و الذي يعطيك الأساسيات التي يجب أن تحفظها في قلبك و تجعلها درع لك حصين من وسوسة نفسك و شيطانك و رحم الله تعالى من قال:


وخالف النفس والشيطان واعصهما ... وان هما محضاك النصح فاتهم ولا تطع منهما خصما ولا حكما ... فأنت تعرف كيد الخصم والحـــــكم استغفر الله من قول بلا عمل ... لقد نسبت به نسلا لذي عــــــــقم


نعود إلى كلام السيد الرواس قدس سره في كتابه "الحكم المهدوية الملتقطة من درر الإمدادات النبوية":


…معرفة الولي أصعب من معرفة الله جل جلاله، فإن الله تعالى تعرّف الى العبيد بآلائه و مصنوعاته، و دلهم عليه بمبدعاته و لم يجانسهم لا في ذاته و لا في صفاته فطرقت هيبة جلاله القلوب و وقفت عند الإذعان له العقول، فعرف العقلاء الصانع بالمصنوع، و استدلوا على المؤثر بالأثر، ثم ارتقى منهم أهل المراتب الرفيعة فعرفوا المصنوعات بالصانع، و الآثار بالمؤثر، وعرفوا الرسل بالمرسل، و الأمر كذلك.


غير أن الولي لما جانس الناس بذاته و صفاته، و شاركهم في عاداته و شهواته، و ربما ماثلهم بهفواته، و لم تكن له عن الوقيعة، و قد قام تحت قباب ربه في ظل ستره و كنف خبائه، فهنالك…..عسرت معرفته ألا على من ألهمه الله رشده ، و هذبه و أدبه، و نور قلبه بحسن الظن فعلم العلم اليقين أن الفعال المطلق يزرع سره في قلوب اخترها إليه، و لا ريب فلذلك السر نور، و لكن هو نور لا يدرك إلا بعين القلب و حينئذ……


“لا تقل أين الأولياء و لكن قل أين البصيرة”


….حسب العارف أن يطمئن لإختيار سيده، فإن الرضا منه و الرضا عنه جناحان يرتقي يهما العارف الى حظائر القدس و ربما نازع العارف و نوزع و قاتل و قوتل و رضي في الله و غضب و أشكل حاله حتى على بعض أقرانه فلا تزلق قدمك فيه و كن فطنا حاذقا. فسر المعرفة في العارف صلسم رصده عجيب، لا يكشف غلقه و يرفع مسدله إلا بالصبر الصالح و الظن الحسن و متى رأيت في حال الولي شؤونن غريبة منسوجة بعرفان دقيق فتأدب معه فهو من المحبوبين المختارين، و لا تنقطع عن الأدب معه بذنب تراه بزعمك منه فإن الله إذا أحب عبدا لم يضره ذنب……

...يتبع

 
 
 

Opmerkingen


الاشتراك للحصول على التحديثات

 :تواصل على
موقع 
  • YouTube - Black Circle
  • Facebook - Black Circle
  • Twitter - Black Circle
bottom of page